س: لماذا يرهق المسئولون أنفسهم بتنفيذ اقتراح كهذا، وإجهاد أنفسهم في متابعته وتطويره والعمل على إنجاحه؟.. هل هناك فائدة مباشرة تعود على الحكومة لتفعل هذا؟
ج: الدولة التي تتبنى هذه الفكرة ستسفيد ما يلي:
1- شغل فراغ الشباب وإفراغ طاقتهم وحماسهم في مشروع قومي ضخم، وهذه خير وسيلة لإبعادهم عن الاستقطابات السياسية والدينية التي لا تريدها الدولة.
2- كسب ثقة الشباب الطموح، وإبعاده عن الشعور بالإحبط وفقدان الثقة في المسئولين بسب شيوع الصورة التقليدية أنهم لا يريدون أن يطوروا أو يغيروا أي شيء!
3- تقليل مظاهر المراهقة والتفاهة والفساد التي نراها في أوساط الشباب حاليا، بسبب انشغالهم بما ينفعهم، وهذا سيقلل من نسبة الفوضى والمشاكل والجرائم التي تزيد من سخط الناس على الحكومة.
4- شغل المجتمع بفكرة من أجل تطوره وصنع مستقبله، عن القضايا العنصرية التي تؤرق الحكومات ولا تفيد شيئا، من قبيل (مسلم ومسيحي، سني وشيعي، إسلامي وعلماني، عربي وكردي، قومي ووطني... إلخ)، فعلى الجميع أن يدركوا أن السفينة تغرق بنا جميعا، ولن يتبقى لأحد ما يكسبه إن فاز في هذه الصراعات الوهمية، إن لم نعمل جميعا لصنع مستقبل أفضل للوطن الذي نعيش فيه.. إن الأمراض التي تصيبنا من الطعام والماء الملوثين لا تفرق بين دين أو مذهب أو انتماء حزبي، والبطالة والفقر والغلاء والعشوائية والقبح تلتهمنا جميعا مهما كان لوننا أو معتقدنا أو تفكيرنا.. لكل هذا فإن الحل الأمثل للقضاء على كل هذه التصدعات الناتجة عن الخواء، هو شغل الجيل الجديد بمشروع قومي عملاق يمنيهم بمستقبل أفضل، ويستغرقهم في نقاش علمي وفكري ولغوي يشغلهم عن اللغو والتعصب والأفكار الهدامة، ويوحدهم في إطار من العمل العلمي الجاد المشترك.
5- كل ما سبق هو نتائج في المدى المنظور، لكن في المدى البعيد، ستزيد كفاء التعليم ومستوى الخريجين، مما يرفع مستوى الاقتصاد، وسيظهر جيل جديد يفكر بطريقة علمية، سواء من خريجي الجامعات الذين اشتركوا في الترجمة، أو من الشباب الهاوي والعمال الفنيين الذين قرءوا الترجمات، مما سزيد من عدد الاختراعات والابتكارات والأفكار الخلاقة.
والجميل أن هذه الفكرة لن تكلف الدولة شيئا، فكل عناصرها متوفرة: منظومة التعليم، الطالب، الأستاذ، الحواسب الشخصية، الإنتنرنت.. فلمَ الانتظار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق