هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الجمعة، 19 فبراير 2010

سؤال متكرر: لمن الترجمة؟.. إذا استطاع الطلاب ترجمة الكتب العلمية، من غيرهم يريد قراءتها؟

س: لماذا تصر على أن الترجمة هي سبيل النهضة، بينما شعوبنا لا تقرأ أصلا؟.. أليس الأجدى أن نتعلم لغة أعدائنا لنأمن مكرهم ونستوعب علومهم ونجاريهم في تقدمهم؟.. ولمن تترجم، إذا كان المختصون لا يقرأون بالعربية، وغير المختصين لا يقرأون في العلم؟

ج: أولا يجب أن نتفق على أن تعلم العلوم بالإنجليزية مطبق في مصر منذ إنشاء جامعة القاهرة في مطلع القرن العشرين، لكنها لم تجعلنا أفضل!
والمنطق يقول إن ما نجربه لقرن من الزمان ويثبت فشله، علينا تغييره.
وقد قلت كثيرا إن مشروع الترجمة سيجعل الخريجين أفضل في الإنجليزية، لأن الترجمة هي زبدة اللغة، والحافز للرجوع إلى القواميس والمختصين.. فمشروع الترجمة ليس إلغاء لتعلم اللغة الأجنبية، بل على العكس، سيجعل دراستها أكثر إفادة ودارسها أكثر إجادة!
نأتي إلى السؤال الأهم: لمن نترجم:
إن كل طالب سيترجم مرجعا واحدا فقط، لكنه يستطيع أن يقرأ آلاف المراجع الأخرى التي ترجمها زملاؤه.. علما بأن القراءة باللغة الأم تكون أسهل وأسرع وأكثر استيعابا من القراءة بلغة أجنبية، بسبب فارق الممارسة.
إذن، فحتى المتخصصون سيقرأ بعضهم ترجمات بعض، سواء كثقافة واطلاع، أو كجزء من بحث عن إجابة متخصصة!
إضافة إلى هذا، فإن الهدف الحقيقي من مشروع الترجمة هو نشر العلم بين غير المتخصصين.. أنا مثلا لم أقرأ في علوم الفضاء الكيمياء والوراثة إلا ما وجدته مترجما.. ولا أقرأ بالإنجليزية إلا في التخصص الذي أفهمه وهو البرمجة، وأي تخصص آخر أجد صعوبة في القراءة فيه بالإنجليزية، بسبب عدم الإلمام بمصطلحاته!
وحينما أبحث على الإنترنت عن أي معلومة، أبحث بالعربية أولا، فإن لم أجد طلبي، بحثت بالإنجليزية.. فلماذا لا نثرى المحتوى العلمي العربي على الإنترنت بهذه الترجمات، بدلا من تضييع وقتنا في البحث والقراءة بلغة نستصعبها؟
هذا رغم أني مهندس متخصص، فما بالكم بالعامل الفني، الذي من المفروض أن يتابع هو أيضا الجديد في العلم، لأن الآلات التي يتعامل معها تتطور كل يوم؟.. هل تظنونه قادرا على القراءة بالإنجليزية؟
وماذا عن فتى موهوب عبقري عمره 12 عاما يريد القراءة في أحدث ما وصلت إليه الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب؟
هذه النقطة غائية تماما عن أذهاننا، وهي أن العبقرية تولد في الطفولة لا في الجامعة، ولا يمكن أن نلحق بالغرب ما دام أطفالنا يقرأون عن القطط والفئران، بينما أطفالهم يكتبون برامج الحاسب ويقرأون الموسوعات العلمية بدون وجود حواجز لغوية!
وكما قال الزيات: نحن لا نستطيع جلب الناس جميعا إلى العلم من خلال المدارس، ولكننا نستطيع جلب العلم إلى الناس جميعا من خلال الترجمة!
للأسف مضى أكثر من نصف قرن ولم يفقه أحد قوله هذا حتى الآن، وسبقتنا أمم كنا نسخر منها من عبدة البقر والحجر والشجر، وما زلنا نتراجع إلى الخلف!
فنحن ننفق المليارات سنويا في مصر لتعليم 16 مليون إنسان لغة أعدائنا بدون نتيجة، لأن ساعة من دراسة الإنجليزية يوميا ليست تدريبا كافيا، كما أنها تتم بطريقة ورقية وليس بالممارسة الحية للغة.. بينما لو أنفقنا جزءا يسيرا من هذه النقود على تدريب 1000 مترجم فقط متخصص في ترجمة العلوم، فسنتيح لملايين الناس الآن وغدا قراءة آلاف المراجع العلمية في جميع التخصصات بلغتهم التي يمارسونها، وسيستطيعون قراءتها دون الذهاب إلى مدارس أو الحاجة إلى قواميس، أو الوصول إلى سن معينة أولا، أو الحصول على درجات تدخلهم كليات معينة!
فكروا معي بطريقة علمية عملية: هل الأسهل تعليم كل إنسان يولد في كل جيل لغة عدوه ليصل إلى العلم، أم الأسهل والأرخص ترجمة الكتاب مرة واحدة، وتركه ثروة متراكمة للجيل الحالي والأجيال التالية؟
هل الأسهل بناء مصنع على قمة جبل، وإجبار العمال على الصعود إليه جيلا بعد جيل؟.. أم أن الأسهل والأذكى والأرخص والأكثر كفاءة أن نبني المصنع في الوادي؟
هل أدركتم الآن مدى الإهدار في الوقت والجهد والمال الذي نفعله منذ عقود؟
هذا هو السبب الجوهري الذي يجعل الأمم التي تقرأ العلم بلغتها تتقدم بسرعة البرق وبأقصر السبل، بينما الأمم التي تنفق وقتها ومالها وجهدها أولا لتعلم لغة أخرى لتصل بها إلى العلم لا تنتج شيئا!
لهذا أمامنا حلان فقط: إما أن ننسى اللغة العربية ونتكلم الإنجليزية منذ مولدنا كلغة يومية، وإما أن نعرب العلم.. غير هذا عبث!
إن العلم عندنا أعرج، لأنه محبوس في أدراج الأكاديميين.. وفي مصر 90 ألفا من حاملي درجة الدكتوراه، منهم على الأقل 10 آلاف في تخصصات علمية، ورسائل الماجستير والدكتوراه الخاصة بهم بالإنجليزية، لم يستفد منها أي إنسان في الشرق أو الغرب، لأن أهل الشرق لا يقرأون الإنجليزية، وأهل الغرب عندهم ما يغنيهم عن قراءة أعمال هؤلاء المغمورين الذين لا ينشرون في أية دوريات عالمية!
فهل أنتم سعداء وراضون عن هذا العبث؟
هل اقتطعنا هذه الثروات من لحم الفقراء والمرضى واليتامى والأرامل لتنساها عقول مُتربة، وتأكلها العثة في الأدراج؟
أليس الاذكى أن تترجم كل هذه التركة من الأبحاث إلى العربية ليستفيد منها كل من أراد في أي سن وأي تخصص وأي بلد، وأي عصر؟
باختصار: الترجمة هي كسر لاحتكار العلم.. وهذه هي أول خطوة في أي نهضة علمية، لأن نسبة كبيرة من براءات الاختراعات في العالم يحصل عليها هواة وفنيون لا الأكاديميون المشغولين في بحوث نظرية ومعادلات مجردة.

الخميس، 18 فبراير 2010

سؤال متكرر: أليست عملية الترجمة بطيئة، مما يجعلها تعجز عن متابعة حركة التأليف العلمي في الخارج؟

س: بينما يترجم الطالب مرجعا واحدا في أربع أو خمس سنوات، ستكون هناك آلاف المراجع الجديدة قد كتبت في الغرب، خاصة أن العلم اليوم يتضاعف كل عامين تقريبا.. أليس الأسهل والأسرع أن نقرأ العلم بالإنجليزية؟

ج: نحن لا نتكلم هنا عن عمل فردي، يؤديه أفراد متفرقون وينتجون لنا بضعة كتب.. نحن نتكلم عن عمل مؤسسي، تشارك فيه أضخم مؤسسة في بلادنا، تستهلك نقودنا ولا تعود علينا بأي نفع، وهي مؤسسة التعليم.. وفي مصر وحدها أكثر من 16 مليون طالب في التعليم ما قبل الجامعي، ويتخرج من التعليم العالي وفوق المتوسط 600 ألف طالب كل عام.. ولو افترضنا أن 50 ألفا فقط من هؤلاء سيعملون في مشروع الترجمة أثناء دراستهم، فهذا معناه أننا سنحصل سنويا على 50 ألف مرجع مترجم (وإن كنا سننتظر أربع أو خمس سنوات في البداية إلى أن يبدأ هذا الإنتاج السنوي).. طبعا هذه أرقام خارقة، وهي كفيلة بترجمة نصف مليون مرجع علمي في 15 سنة فحسب!
وهذا معناه أن مصر وحدها قادرة على ردم الفجوة الحضارية!!
فإذا أدخلنا معنا باقي العرب، فسيتضاعف هذا الرقم 4 مرات (لأن سكان مصر تقريبا ربع سكان العالم العربي).. وهذا معناه أننا سنحصل سنويا على 200 ألف مرجع مترجم، وفي 15 عاما فقط نكون ترجمنا 2 مليون مرجع علمي!
هذا إضافة إلى أننا سنحصل على خريجين أقوى علميا، ومستواهم في اللغة الإنجليزية أعمق بسبب خبرة الترجمة، وسيكونون قادرين على مواصلة قراءة المراجع الأجنبية، وهو ما لا يفعله أحد الآن أصلا.. نحن نتكلم كأننا أمة تقرأ وتتابع العلم، وهذا غير حقيقي رغم دراستنا باللغة الإنجليزية وغزارة حملة الشهادات العلمية!!.. لكن الحقيقة أن من يواصلون المسار العلمي فعليا هم عباقرتنا المهاجرون إلى الغرب فلا توجد جدوى من بقائهم هنا في وسط غير علمي وغير تقني، ومن النادر أن يظل أحد هنا ويواصل القراءة العلمية، فبعد التخرج يكتفي كل خريجينا بمسارهم العملي، ولا يقرأون إلا ما يتعلق به فحسب وتحت الإكراه، وأنا أؤكد لكم أنهم ينسون كل ما درسوه أصلا!
لكن في حال تفعيل مشروع الترجمة، من المؤكد أننا سنحصل على نسبة أكبر ممن سيتخصصون في الترجمة العلمية بعد قراءتهم، أو سيواصلونها كهواية أو تطوع بعد التخرج.
واليابان أمة ضربت المثل في سرعة الترجمة ومواكبتها لكل جديد، وهم متقدمون عنا بمراحل إنتاجا وابتكارا وحصولا على براءات الاختراع والجوائز العلمية، ويستطيع أطفالهم ومراهقوهم القراءة في كل مجالات العلم في أي سن دون وجود حاجز اللغة الأجنبية!
أخيرا: المفروض أن يكون مشروع الترجمة الجامعية بداية الطريق وليس منتهاه، وتأثيره على شخصيات المتعلمين، يتوقع له أن ينعش حركة بحث علمي عربية وحركة تأليف علمي عربية.. هذا معناه أننا لا نترجم لنظل نترجم، وإنما نحن نشعل الفتيل لإتاحة العلم بلغتنا، لنعتاد على قراءته وكتابته بها، ليسهل على من أراد الإضافة إلى العلم بالعربية، في أي سن ومهما كانت دراسته.

الأربعاء، 10 فبراير 2010

سؤال متكرر: ما الذي ستستفيده العملية التعليمية من تنفيذ مشروع الترجمة العلمية؟

س: لماذا أنت مصر على تكليف الأساتذة والطلاب بمهمة الترجمة العلمية، بينما هم مثقلون بتخصصاتهم أصلا؟.. هل تظن أن الترجمة ستضيف شيئا إلى العملية التعليمية تفيدهم وتفيدنا فيما بعد؟

ج: إن أهم ناتج من نتائج مشروع الترجمة الجامعية هو إطلاق شرارة الحماس في نفوس الطلاب للعمل الجماعي، ولفت انتباههم إلى وجود أزمة حضارية وأن عليهم العمل لردمها (فنحن في الحقيقة مغيبون عن واقعنا، ومهووسون بكرة القدم والتفاهات ونسينا مشاكلنا!).. وأنا أرى أن التغير الإيجابي الذي سيحدث في شخصية الطالب بسبب اشتراكه في هذا مشروع الترجمة، أهم من الكتاب المترجم نفسه!.. فهذه هي الخطوة الأولى للحصول على شباب يفكرون في الابتكار والتجريب والبحث العلمي، بدلا من مجرد التفكير في شهوات المراهقة أو شهادة ووظيفة.
أيضا: إدخال كل هذه الترجمات في العملية التعليمية، سينسف صندوق التعليم الضيق.. فبدلا من أن يكون المنهج بضع وريقات في كل مادة، سيدخل فصل إضافي لكل طالب ليترجمه في كل فصل دراسي.. ورغم أن هذه ليست إضافة كبيرة لطالب واحد، إلا أنها إضافة هائلة للكلية التي يوجد فيها!.. فلو كان في الكلية 15 ألف طالب (كهندسة القاهرة مثلا) فهذا معناه 15 ألف فصل جديد مطروح بين طلابها (أكثر من 1000 مرجع سنويا J ).. كل هذا الكم من المعلومات سيكون متداولا في الكليات، وداخلا في النقاشات بين الطلاب بعضهم البعض، وبينهم وبين الأساتذة.. وليس هذا فحسب، بل سيدخل كذلك الكليات التي تدرس اللغة العربية والإنجليزية المشتركة في مراجعة الترجمات.. إن هذه ثورة حقيقية في العملية التعليمية، وستعصف بعقليات الطلاب والأساتذة جميعا، ولا أحد يختلف أن الأفكار تولد الأفكار، وتداول كل هذه العلوم سيلهم الكثيرين بأفكار جديدة، وسيساعد الأساتذة على اكتساب ثقافة علمية أوسع وتخصص أعمق، مما يمكنهم من ابتكار أفكار أكثر، وكتابة بحوث أفضل وإنتاج مراجع خاصة بهم، لأنهم سيكونون أغزر معرفة وأكثر متابعة للتطور العلمي، أو على الأقل: سيكون أكثر تذكرا لما يمكن أن ينسوه من العلم في زحمة المحاضرات التقليدية المكررة!.. إن الأفكار تعدي، والإبداع يغري بالإبداع، وآلاف الطلبة الذين يسألون أسئلة جديدة ومختلفة كل يوم، ويبتكرون أفكارا وتطويرات خاصة بهم، سيكونون أشبه بالنيوترونات التي تبدأ التفاعل المتسلسل في عقول الأساتذة للتساؤل والتفكير والابتكار والإبداع، بدلا من الوضع القبيح الحالي الذي يجد الأستاذ فيه نفسه كل يوم يكرر نفس المعلومات ويتلقى نفس الأسئلة ويجيب نفس الإجابات، مما يحوله في النهاية إلى كائن بليد أشبه بمدرس الصف الأول الابتدائي!!
وحتى لا تظنوني أبالغ، دعوني أحكي لكم عن أستاذ جامعي كان يدرس لنا الالكترونيات في قسم الاتصالات.. هذا الرجل عبقري عائد من أمريكا، لكنه في الاختبارات الشفوية، كان يضطر إلى أن يضيع عدة ساعات ليسأل كلا منا الأسئلة التقليدية المملة عن السبب الذي يجعل CMOS أكثر كفاءة في أداء الوظائف المنطقية وكيف تعمل دائرة NOT أو OR أو مزايا Op Amp، بل إني رأيته في اختبار المعمل يرفع مقاومة أمام أحد الطلبة ويسأله ما هذه، ويرفع مكثفا أمام طالب آخر ويسأله ما هذا، وهو سؤال المفروض أن يسأله لتلميذ في الصف الخامس الابتدائي، لا طالب في قسم الاتصالات بكلية الهندسة!!
ألا تشعرون مثلي بالحسرة على وضع إنسان أفنى حياته في طلب العلم في هذا الموضع السخيف، ليسأل هذه الأسئلة العقيمة مرارا وتكرارا، إلى أن يتحول إلى ببغاء؟.. ناهيكم عن تصحيح مئات أوراق الإجابات كل عام والتي لا تحمل أي جديد؟!
طبعا هذا هو حال كل أستاذ جامعي في كلياتنا العلمية، التي لا تساهم في البحث العلمي ببصلة ولا تمت إلى الإبداع بصلة، ولا علاقة لها بالشركات وتطوير البحوث التقنية، ولا يجد أساتذتها شيئا جديدا يفعلونه إلا الإضراب للمطالبة برفع رواتبهم، وهي مناسبة مثيرة فعلا لنفض تراب الروتينية الذي تراكم عليهم!
فلماذا لا نفتح الأفق أمام كل أستاذ جامعي بإطلاق مشروع الترجمة الجامعية، ليراجع كل يوم فصلا جديدا من مرجع مترجم فيتعلم شيئا جديدا، ويتلقى أسئلة مختلفة من كل طالب، فتدفعه إلى فتح مراجعه وتشغيل عقله للبحث عن الإجابة.. وأثناء عملية المعرفة والبحث عن الإجابات، ما أسهل أن يصل الأستاذ إلى أفكار جديدة تجعله يضيف شيئا ينسب إليه وإلينا!
طبعا الأجمل من هذا أن توجد معامل وبحث علمي في كلياتنا.. لكن هذا يحتاج تمويلا ضخما ولم نقطع أية خطوات تجاهه.. لهذا فلنبدأ بالأرخص إلى أن تتغير الظروف الاقتصادية يوما ما.
***
إن هدف منظومة التعليم الرئيسي هو التعليم، وتدريب الطالب على مهارات مختلفة ليكتشف أيها يفضله وأيها يصلح للعمل والإبداع فيه.. وعملية الترجمة هي أفضل تدريب عملي يقيس فيه الطالب مهاراته في اللغة الإنجليزية واللغة العربية والتخصص العلمي، وممارسته لها طوال سنوات دراسته ستجعله يرجع إلى القواميس، ويسأل عن إعراب كلمات، ويستفسر من أستاذه عن شرح معادلة أو معنى نظرية، ويتناقش مع زملائه في الأفكار الجديدة التي اكتسبوها، أو الإضافات التي يريدون إضافتها إليها.. وفي النهاية، سيكون مستوى الطلاب أفضل في جميع هذه الفروع.
إن العضلات تنمو بالتمرين.. والاستسلام لفكرة أن الطالب ضعيف في العربية والإنجليزية والعلم دون أن نضغط عليه لتقوية عضلاته في هذه الفروع، معناه أننا نضيع أكثر من 20 مليار جنيه سنويا في سبيل لا شيء، وأن مستوى الخريجين سيظل يتدهور من سيء إلى أسوأ، وسنظل نرى الطلبة في الجامعات يتحابون في ساحاتها بدلا من أن يتعلموا في قاعاتها!

هل علمتم الآن لماذا أنا متحمس لهذا المشروع بمثل هذا الشكل؟

الاثنين، 8 فبراير 2010

تعليقات المؤيدين والمتحمسين للمشروع

سأضيف في هذا الموضوع وتعليقاته، الرسائل التي تصلني من الأساتذة والإخوة الأفاضل المتحمسين لمشروع الترجمة الجامعية، مع خالص شكري وتقديري لهم جميعا على حماسهم وتأييدهم.
ويمكن لمن شاء إضافة تعليقه أن يتفضل مشكورا.
***
- المهندس زهير قوطرش:
في البداية أقدم شكري لصاحب الاقتراح وأعتبره من الاقتراحات العملية  والتي يجب تفعيلها بسرعة .وأقترح نشر هذا الاقتراح على كل مواقع الشبكة العنقودية لأهميته.. وأشعر بأنه علينا التواصل في هذا المجال ,وخاصة نحن أبناء الوطن الذين يعيشون في الغرب, قد نساعد كثيراً أبنائنا في حال  نجحت الفكرة لتزويدهم بمراجع علمية قيمة.

الثلاثاء، 2 فبراير 2010

سؤال متكرر: من الذي سيمول هذا المشروع؟

س: أريد الاشتراك في هذا المشروع، لكني أريد أن اسأل عن عائده المادي، حتى أستطيع التفرغ له.

ج: في الحقيقة، هذا المشروع مقترح على الدولة، لتطبيقه في مؤسسة التعليم التي تنفق عليها سنويا أكثر من 20 مليار جنيه، وهذا مصدر تمويل كاف جدا J
وليست هناك حاليا أي دعوة لعمل مشروع تجاري في الترجمة العلمية، لسبب رئيسي، هو أن سوق الكتاب الورقي في الوطن العربي يتقلص، ولو قام أحد بترجمة مرجع متخصص في الهندسة أو الطب أو أي مجال علمي آخر فلن يحقق مبيعات تستحق للأسف.. ولقد حكي لي أحد الناشرين عن تجربته في نشر مجلة طبية معربة في الثمانينيات، وكيف باءت بالفشل الذريع!
لهذا، فإن مشروع الترجمة يهدف إلى النشر الالكتروني المجاني، ويعتمد في الأساس على طالب جامعة ليس وراءه شيء سوى التعلم، وعلى مؤسسات الدولة التي تستطيع توزيع الأدوار والأعباء، وتمويله الأساسي هو المليارات الهائلة التي تنفقها الدولة على الطلبة والمدرسين والأبنية التعليمية بدون أي عائد حتى اليوم، والمليارات الأخرى التي ينفقها أولياء الأمور على أبنائهم في مسار التعليم ليوفروا لهم المصاريف والملابس والمواصلات والكتب والدروس الخصوصية وأجهزة الحاسب واشتراكات الإنترنت، في رحلة طولها 16 عاما تفضي في النهاية بمعظم الطلبة إلى البطالة مع سبق الإصرار والترصد!

معلومة مخيفة:
في نقاشه حول إلغاء تصاريح الكتب الخارجية من عامين، أعلن مجلس الوزراء المصري أن الكتب الخارجية تكلف الأسر المصرية 9 مليار جنيه سنويا.. هذه نقود تُنسى، ودمار هائل للأوراق والأحبار والاقتصاد بدون أدنى عائد، لمجرد عرض نفس معلومات كتب الوزارة المتخلفة أصلا بصورة أخرى في الكتاب الخارجي، بدون إضافة أي معلومات جديدة، وبلا هدف سوى الحصول على مزيد من الدرجات، التي هي في الحقيقة درجات إلى الأسفل، هبطت بنا إلى الحضيض في سلم الحضارة والتقنية والعلم والثقافة والأخلاق والاقتصاد وفرص العمل في الستين عاما الماضية!
فهل من مسئول يقرر تحويل كل تلك الخسائر الهائلة إلى مكاسب محتملة بتطبيق مشروع الترجمة الجامعية؟