هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الثلاثاء، 19 يناير 2010

سؤال متكرر: هل نستطيع أن نثق بدقة المحتوى العلمي في ترجمات الطلاب؟

س: مستوى الطالب الجامعي منخفض علميا مهما كان متفوقا فما بالك بغير المتفوقين؟.. ألا يمكن أن يخطئ بعض هؤلاء الطلاب في فهم النصوص الإنجليزية، وبالتالي يترجمون بعض الجمل بشكل خاطئ، مما يجعل الكتب العربية تحتوي على أخطاء علمية، وهذا لا يمكن قبوله في المجالات الخطيرة كالهندسة والطب والكيمياء وغيرها، لأنها قد تعرض حياة الناس للخطر.


ج: هذا تخوف مبالغ فيه للأسباب التالية:

1-    الطالب سيعمل في ترجمة الكتاب أربع أو خمس سنوات، وهذه فترة طويلة تكفيه لنقاشه وفهمه ومراجعته واكتشاف أي خطأ وقع فيه في فصل سابق.

2-    تتم الترجمة تحت إشراف ومراجعة أساتذة الجامعة المتخصصين.

3-    الكتب المترجمة ستكون عرضة للتعليقات والنقد من قرائها بعد نشرها على الموقع، ومن السهل أن يكتشفوا أي خطأ بها وينصحوا بتصحيحه.

4-    يستطيع فريق المراجعة من الكليات التي تدرس الإنجليزية اكتشاف أي خلل في الترجمة عن النص الأصلي.

5-    لا يتصور أحد أن أي معلومة في مرجع علمي يتم تطبيقها بصورة فردية غير مؤسسية أو من هواة غير متخصصين.. ولو لجأ المتخصصون إلى الاستعانة بالمراجع المترجمة في عملهم، فمن السهل عليهم اكتشاف أي تعارض فيها مع ما درسوه، أو أي خلل كتابي في أي معادلة، مما يسهل تصحيحها.. لا تنسوا أن الكتاب منشور الكترونيا وليس ورقيا، والتصحيح فيه سهل.

6-    حتى المراجع الأجنبية توجد بها أخطاء، بل وحتى النظريات العلمية نفسها يعتريها القصور أو النقص، مهما كانت تطبيقاتها التقنية، وهذا ما يثبته تطور العلوم والتقنيات في مختلف المجالات.. لهذا فإن من المخيف أن نحصر عقولنا في المعلومات الموجودة في مرجع أجنبي باعتبارها أصح وأدق وأكمل الحقائق، ونعطل في أنفسنا ملكة النقد والتطوير والإبداع والإضافة.. يجب أن نتوقف عن النظر إلى العلم كمتفرجين، ونبدأ في المشاركة في تطويره وإنتاجه.

إضافة إلى كل هذا، التجربة والخطأ Try And Error منهج علمي أصيل.. والتجربة الناجحة هي التي تعدل من نفسها وتستفيد من أخطائها.. لقد مات علماء وفنيون فعلا وهم يجربون هذه العلوم قبل أن يضعوها في المراجع، فهل يعقل أن نرتعب نحن من مجرد ترجمتها؟!.. وكيف يمكن أن نطور مؤسساتنا التعليمية ونحن لا نثق في أساتذتها وطلابها بهذا الشكل، ونضن عليهم حتى بتجربة الترجمة؟!.. وهل سنطور مجتمعاتنا بدون جرأة؟.. وهل سيكون لدينا بحث علمي يوما بدون مخاطرة وخسائر؟

وعموما، ولمزيد من الاطمئنان، يمكن تشكيل لجنة مراجعة، تكلف بمهمة مطابقة المعادلات من الكتب المترجمة بالمعادلات في الكتب الأصلية، لأن هذا هو أسوأ موضع محتمل للخطأ أثناء النقل.. وهذه مهمة لا تحتاج إلى جهد كبير، لأن المراجع ليس مطالبا بقراءة الكتاب كله، وإنما هو يدقق المعادلات فقط.

وعلينا أن نثق أن من يريد إنجاح أي مشروع، يبذل كل ما لديه من جهد لحل مشاكله وسد ثغراته، ولا يستسلم سريعا لأول مشكلة تواجهه، فلا توجد مشكلة بدون حل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق