هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الجمعة، 29 يناير 2010

الخطوات التدريجية لتطبيق المشروع عمليا

سنفترض هنا أن إحدى الجامعات الخاصة قررت تطبيق مشروع الترجمة الجامعية بدون انتظار قرار حكومي..
في هذه الحالة التدرج بهذه الخطوات:
-       إصدار الجامعة لمجلات علمية عربية متخصصة، واحدة في العلوم الهندسية، وأخرى في العلوم الطبية، وهكذا... وإذا تعذر هذا في البداية، فيمكن الاكتفاء بمجلة متخصصة واحدة شاملة لكل الفروع، ثم تتوسع بعد هذا.. على أن يتم استكتاب أساتذة الجامعة لينشروا فيها مقالاتهم بالعربية.. وليس شرطا أن يتم توزيع المجلة على نطاق واسع، فيمكن طباعة أعداد قليلة منعا لزيادة التكلفة، والاعتماد على إنشاء موقع علمي عربي ضخم على الإنترنت ونشر محتوى المجلة المطبوعة عليه، لتعميم الفائدة على أوسع نطاق، وهذا في حد ذاته دعاية للجامعة ودليل على تطورها وإنجازاتها.
-       أن يتم تحفيز الطلاب الأكثر تميزا لترجمة أحدث الأبحاث العلمية من المجلات العالمية مثل IEEE وغيرها، ونشرها في المجلة العربية المتخصصة، ويمكن أن يحصلوا على درجات إضافية نظير هذا.
-       أن يتم تحفيز كل طالب لترجمة مشروع تخرجه، وكذلك تحفيز الباحثين ليترجم كل منهم رسالة الماجستير أو الدكتوراة الخاصة به، وتحفيز كل أستاذ جامعي ليترجم بحث الترقي الخاص به، على أن تنشر هذه الترجمات في الموقع العلمي، وينشر أجودها في المجلة المطبوعة.
-       يمكن التعاون مع الصحف اليومية والمجلات الشهيرة، لتنشر لأعضاء الجامعة بعض المقالات العلمية في باب يومي أو أسبوعي، وهذه دعاية جيدة للجامعة، وتوسيع لدائرة الإفادة بالوصول إلى قارئ غير متخصص.
-       يمكن الاستفادة بهذه البحوث المعربة في القنوات التعليمية الفضائية (مصر لديها عدة قنوات جامعية، وكذلك العراق، ولا أدري ماذا عن باقي الدول).. كما يمكن التواصل مع القنوات العلمية المتخصصة مثل الجزيرة الوثائقية وناشيونال جيوجرافيكس أبو ظبي، أو القنوات التي تعرض برامجَ علمية.

-       فإذا تمت هذه المرحلة ونجحت وآتت ثمارها (ربما بعد عامين أو ثلاثة)، فيمكن الانتقال خطوة أخرى، بتكليف الطلاب في كل عام دراسي بترجمة المراجع الأجنبية التي يدرسونها، وهذا يعتبر نوعا من المذاكرة وتثبيت المعلومة، على أن يتم توزيع عبء ترجمة هذه الكتب على الطلاب بالتساوي، بحيث يترجم كل طالب فصلا أو أقل في كل فصل دراسي، وبإشراف أساتذته.. أظن هذا كفيلا بترجمة كل المراجع المتداولة في الجامعة في عام واحد!
-       لو نجحت هذه التجربة ونُقّحت المراجع وروجعت، واقتنع بها الأساتذة والطلاب، فسيكون من السهل الانتقال إلى ترجمة مراجع علمية من خارج الدراسة لكن في نفس تخصص كل طالب، كما هو اقتراح مهندس نادر المنسي الأساسي.

ومن المهم في تطبيق هذه الأفكار التدرج وعدم التسرع، لاكتساب أكبر قدر من المتحمسين لها من خلال النتائج الملموسة.. إن صدور مجلة عربية جامعية متخصصة يستسيغها القارئ ويستفيد من محتواها، هي خير دعاية مبدئية تمهد لباقي المراحل.. وترجمة مرجع واحد بأسلوب جيد يدفع الطلاب الضعاف في الإنجليزية إلى الإقبال عليه والاستفادة منه، هو خير دليل على أهمية التعريب.
لهذا فليكن شعارنا هو: "التجربة خير برهان"، فهذا يغني عن الكثير من الجدل النظري المضيع للوقت.

ملحوظة:
بالنسبة للجامعات الخاصة، والتعليم المفتوح والتعليم الالكتروني، سيكون من الصعب إلزام الطلاب بالترجمة كما هو متصور في المشروع الرئيسي، فهذا يحتاج إلى طالب متفرغ، وسلطة دولة، ونظام مؤسسي يضمن الاستمرار ويذلل العقبات أمام المشروع، لهذا أفضل أن تلجأ هذه النظم التعليمية الخاصة إلى مشاريع الترجمة الصغيرة الموضحة في الخطوات التمهيدية السابقة.. وعموما، الخطوات الصغيرة تؤدي إلى الخطوات الكبيرة، والنجاح يولد مزيدا من النجاح، والأفكار ولادة.. وأن نفعل شيئا، أفضل من ألا نفعل أي شيء على الإطلاق!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق