هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الخميس، 14 يناير 2010

د. سلوى حمادة: محمد علي احتجز طلاب البعثات في القلعة للقيام بالترجمة!

تلقيت هذا الرد من د. سلوى حمادة، وهي مهندسة باحثة في مجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية:


السلام عليكم أخي الفاضل

فعلا هذا مقترح جميل.. انظر ما كتبته في أحد أبحاثي عن تجربة محمد على باشا:

بعد أن أوفد محمد علي البعثات العلمية إلى بلاد أوربا عامة وإلى فرنسا خاصة، كان الموفودون من طلاب الأزهر الشريف، وكانت لهم دراية بعلوم اللغة العربية، وبعد أن أمضوا سنواتهم الأولى وتعلموا اللغات الأوربية، وافتهم تعليمات من محمد علي بالعمل على ترجمة الكتب التي يدرسوها أولاً بأول، وبإرسال الترجمات إلى مصر.. كما وزعت تعليمات تشابه ذلك على ضباط الجيش، تطلب منهم حث طلاب السنة الثالثة من المدارس الحربية على ترجمة الأشياء المفيدة من اللغة الفرنسية إلى العربية، حتى إذا عاد الطلاب إلى مصر ، لم ينتظر محمد علي حتى يصلوا لمقابلته في العاصمة، بل كان يصدر إليهم الأوامر بترجمة بعض الكتب في الفترة التي كان عليهم أن يقضوها في الحجر الصحي.

ويروي المؤرخون أنه لما عاد أعضاء بعثة عام 1826، استقبلتهم محمد علي في ديوانه في القلعة، وأعطى كل واحد منهم كتاباً فرنسياً في المادة التي درسها في أوربا، وطلب منه أن يترجم ذلك الكتاب إلى اللغة العربية، وأمر بحجزهم في القلعة وألا يؤذن لأحد منهم بمغادرة القلعة حتى يترجم ما عُهد إليه بترجمته، بل إن هؤلاء الوافدين لا يلحقون بالوظائف الحكومية ما لم ينجزوا ترجمة ما يطلب منهم، مما هو لازم للمدارس الملكية ومحتاج إليه في المكاتبات السلطانية.

نستخلص من هذه التجربة ما يلي:-

1- كم الترجمات التي يمكن أن يتوفر من جميع اللغات إذا فرض هذا على الوافدين فعلاً، ودوره في تدعيم التعريب ودور التعريب.

2. سهولة إمكانية تعريب العلوم إذا ما توافرت مثل هذه الكتب.

3. يجب الدعم الحكومي التشريعي لأي إنجاز.

4. دور الوافدين الخطير في دعم التعريب ونقل الخبرات والذي لا يحسن استغلاله حالياً.

5.  ربط المبعوث للبلد الأجنبي وهو مقيم بالخارج ببلده وبقائه في ركابها يدرك حقها وينفذ ما يكلف به من أعمال.

أما لو قارنا الوضع الحالي بالوضع السابق، لإكتشفنا أن الوضع الحالى في الجامعات عكس الوضع السابق تقريباً بسبب:

1- عدم إلمام طلاب البعثات إلى الخارج باللغة العربية كما يجب وانقطاعهم عنها، وعند عودتهم يؤثر هذا بصورة أكبر، حيث تدخل  في تعبيراتهم ألفاظ أجنبية في جميع الأنشطة الحياتية.. لاحظ القانون الفرنسي لسنة 1994 والشروط الجزائية لمن يستخدم لفظة أجنبية.

2- عدم الاهتمام بوجود نسخ عربية من الرسائل وهي من

تأليف أبناء الوطن فما بالك بالتراجم المنقولة!!

3- عدم تكليف الوافد بأي دور قومي نحو بلده بالرغم من

أن البلد تكفلت نفقات البعثة لاكتساب بعض الحقوق.

إخوتي الأفاضل: إني أنشر باللغة العربية وأعد الباحثة المصرية التي تكتب باللغة العربية في مجال المعلوماتية، ولذا نلت جائزة "الكندي لأفضل باحث معلوماتي عربي"

بينما أعاني الكثير لكتابة أبحاثي باللغة العربية في وطني والله كريم ورحيم بنا!

د. سلوى حمادة.


طبعا هذا رد واف شاف، ولا أزيد عليه إلا هذه المعلومة التي أنقلها عن د. وليد خليفة:

"أنشأت اليابان مؤسسات خاصة بالترجمة، ممّا مكّن اليابانيين من نقل فروع العلم والمعرفة إلى لغتهم التي يتقنها المواطن العادي، وقد لا يجيد سواها، فكانت الترجمة بمثابة النافذة التي يطل المواطن من خلالها على إنجازات العصر؛ ففي عام 1975م وحده قامت اليابان بترجمة 175 ألف كتاب، وقد حدثت الطفرة الاقتصادية اليابانية منذ ذلك الوقت تقريباً، وما زالت قائمة حتى الآن، وما زال الاهتمام بالترجمة قائماً أيضاً هناك. أما في عالمنا العربي، وللأسف، فقد تخلّت كلّ مشاريع الترجمة الحديثة التي تدعمها الدول في العالم العربي تخلياً تاماً عن ترجمة كتب العلوم التجريبية، بشكلٍ لافت للنظر، وتركّزت كلُّ أنشطتها  في ترجمة الروايات والمسرحيات وكتب الخيال العلمي، والقصص، وصدر من هذه الكتب آلاف العناوين حديثاً، وتكلفت ميزانيات ضخمة تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، وكأنّ القائمين على هذه المشاريع لا يعيشون بيننا، ولا يعلمون أزماتنا".

مع تحفظي على نقطة واحدة، وهي أننا حتى لم نترجم ما يكفي من روايات الخيال العلمي، ومعظم ما ترجمناه في الفن والأدب بذاءات!!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق