هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


السبت، 16 يناير 2010

سؤال متكرر: لماذا الطالب والأستاذ بالذات؟.. لماذا لا يشارك المجتمع كله في صناعة النهضة؟

س: لماذا يجب على الطلبة والأساتذة وحدهم تحمل مشقة الترجمة لتغيير الواقع العلمي والثقافي؟.. لماذا لا يشارك المجتمع كله من أجل التغيير؟


ج: نهضة بلادنا لن تتم فقط بمجرد الترجمة، وإنما هذه مجرد بداية تطلق شرارة التغيير.. لكن النهضة الحقيقية لا تأتي إلا عندما يتحول العلم إلى عمل وتقنية وإنتاج وتعمير، وهذا أمر تشارك فيه كل قطاعات المجتمع بلا استثناء.

لكننا نتكلم هنا عن فكرة تخص قطاعا محددا هو قطاع التعليم، وتهدف إلى تقليل الإهدار في ميزانياته وتعظيم فائدته، ليتراكم المحتوى العلمي بالعربية مع مر السنين ويصل إلى كل من يريده بلا تمييز، مما يوفر البيئة المناسبة للبحث العلمي والاختراع.

لكن، وبالرغم من توجيه أعباء الترجمة إلى الطلبة والمدرسين وأساتذة الجامعات، يظل باقي المجتمع مشاركا في العملية.. فكل ولي أمر يشارك بابنه طالب الجامعة الذي يعمل في مشروع الترجمة.. أليس هو من يدفع مصاريفه، ويشتري كتبه، وأحضر له الحاسوب الذي يستخدمه في الترجمة، ودفع اشتراك الإنترنت الذي يرفع به الكتب المترجمة على الموقع؟

كما أن المواطن العادي يشارك في النهضة الحضارية حتى ولو لم يكن له ابن في الجامعة، فالدولة تقتطع الضرائب من طعامه ورفاهيته لتمويل التعليم، ولا ريب أنه سيكون أسعد حالا لو رأى نقوده تنفق على شيء يعود بالنفع عليه، بدلا من إهدارها على تعليم يفضي إلى البطالة!

ولو وسعنا نظرتنا قليلا، فسنرى أن أي مشروع مجتمعي يشارك فيه الجميع بلا استثناء، سواء من بذل جهدا مباشرا، أو من وفر البيئة المساندة (كالأم التي توفر جو المذاكرة لابنها)، أو من دفع مالا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

والطالب وأستاذ الجامعة أكثر المدينين لهذا المجتمع بعد كل ما أنفق عليهم من نقود الفقراء والمرضى والأرامل واليتامى والمشردين، وعليهم سداد هذا الدين بإنتاج شيء يعود بالنفع على هذا المجتمع.

كما أن الطالب أنسب من غيره للقيام بالترجمة، للأسباب التالية:

1-   أن أباه يعوله فهو غير مطالب بالعمل وقته كله مخصص للعلم.

2-   أن الدولة تنفق ميزانيات هائلة لتعليمه، ويجب عليه أن يسدد هذا اليدن.

3-   أنه ليس متزوجا، وليست عليه أية مسئوليات اجتماعية نحو زوجة وأطفال.

4-   أنه في سن الخصوبة الذهنية والصحة البدنية، والحماس وتوهج العواطف، مما يجعله الأنسب لتبني أي مشروع علمي ذهني والإبداع فيه.. هذا يضعه في طائلة "اغتنم صحتك قبل مرضك، وحياتك قبل موتك، وشبابك قبل هرمك، وفراغك قبل شغلك".. هذا المشروع يساعد الطالب على اغتنام كل هذا.

5-   أن مؤسسة التعليم موجودة فعلا وليس علينا سوى توجيه أفرادها لإنتاج المطلوب.. ولقد تبنت وزارة التربية والتعليم منذ عدة سنوات مفهوم المدرسة المنتجة، لكنه تحول كالعادة إلى صورة هزلية، بوضع عشة فراخ في المدرسة، أو بسلب مقصف الطعام من الفَرّاش ووضعه تحت إدارة أحد المدرسين باعتبار ذلك مشروعا إنتاجيا!!.. أو باستغلال المدرسة ليلا كصالة أفراح أو ملعب رياضي.. إلخ.. أفليس الأجدى أن نعتبر المدرسة منتجة بتعريب العلوم بدلا من هذه الترهات المضحكة، فهذا أنسب لدورها ولما يتعلمه أفرادها؟

6-   البنية التحتية كلها متوفرة، فمعظم الطلبة لديهم حاسوب شخصي، وكل المدارس والجامعات بها حواسيب، وشبكات الإنترنت منتشرة ورخيصة، وكل هذا في منتاول الطلبة، ويهدرونه في ملاهٍ أو مفاسد!.. فلم لا يتم استغلال هذه البنية التحتية ـ التي شارك فيها الدولة والمجتمع وتكلفت مليارات الدورلارات ـ في شيء مفيد؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق