هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الخميس، 4 نوفمبر 2021

ماذا أفعل ومن أين أبدأ؟

 س: أنا مقتنع بفكرة الترجمة ومتحمس للمشروع، فما هي خطة العمل؟



ج: يمكن العمل في هذا المشروع على مستويين:

1-    مستوى العمل بعيد الأمد:

بالترويج للفكرة من أجل حشد التأييد لها، فربما يوما ما يتبناها أحد المسئولين.. ويكون هذا بالتالي:

-       نشر موضوع عن هذه الفكرة وهذه المدونة في كل منتدى أنت مشترك به، وفي المدونة الخاصة بك.

-       إرسال رسالة بريد إلى أصدقائك ومعارفك والمجموعات البريدية المشترك بها تخبرهم فيها عن الفكرة.

-       مناقشة أصدقائك في المدرسة والكلية والجامعة عن المشروع.

-       مراسلة الصحف والمجلات والفضائيات وأساتذة الجامعات والمسئولين عن التعليم لعرض المشروع عليهم.

-       البحث عن معلومات ودراسات عن دور الترجمة في تاريخ الأمم المتقدمة قديما وحديثا، وإرسالها لنشرها هنا لتأييد المشروع.

2-    مستوى العمل الفوري:

بالشروع فورا في تنفيذ مشاريع ترجمة على نطاق صغير، سواء بمفردك، أو بالاشتراك مع زملائك في الكلية لترجمة مرجع تدرسونه، أو بتكليف طلبتك بترجمة بعض المقالات العلمية لو كنت أستاذا، أو بتمويل مجلة علمية لو كنت رجل أعمال.. ويمكنك الاسترشاد بالأفكار المطروحة في هذه المواضيع:


ويمكنك كذلك الانضمام إلى أي جمعية ترجمة أو مشروع مما يلي:

·         دار الترجمة

ويمكنك الاستعانة بهذه المعاجم المتخصصة في عملية الترجمة:

وأرجو أن تضيف نبذة عن مشروع الترجمة في كل مقال أو كتاب تترجمه، لأن عملك سيكون خير دعاية للمشروع، وسيطلق حماس آخرين للمساهمة بإذن الله.

ملحوظة: 
انظر للتصنيفات الجانبية للمدونة لتساعدك على التحرك عبر افاصيل المشروع.


الأحد، 23 أكتوبر 2011

م. عمر إسماعيل: أنا من أشد المؤيدين للفكرة

أنا كطالب في كلية الهندسة من أشد المتعاطفين مع الفكرة والمؤيدين لها.
لا تتخيل سيدي يوم ذهبت إلى مكتبة الجامعة في العام الدراسي الأول في المرحلة الجامعية لأبحث عن مرجع في مادة الميكانيكا لأكتشف الواقع المرير الذي تعيشه المكتبة العربية.
وقتها أصابتي الدهشة أو الإحباط ربما الأمرين معا أمسكت بأحد المراجع المشهورة في هذه المادة واستعرته يوما.
بعد محاولات مستميتة للحصول على المعلومة المطلوبة أصابني اليأس من هذه الكتب وأعدتها في اليوم التالي إلى حيث جئت بها.
لا تتخيل كيف كانت راحتي النفسية عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية أمسك بإحدى هذه الكتب العربية في مادة الرياضيات التي تدرسها وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية لطلابها ( بالمناسبة كانت كتبا مترجمة من نظيرتها البريطانية أو الأمريكية).
بت اليوم لا أجد مبررا لاستخدام لغة لا نفهمها في تلقي معلومات يحتاج متلقيها لأعلى درجات الوعي اللغوي والصفاء الذهني.
لست من هؤلاء الطلبة الذين يلجأون إلى معلمهم أو دكتور الجامعة لديهم من أجل الحصول على معلومة فأنا لا أعرف مصدرا للمعلومة سوى الكتاب والكتاب اليوم صار بعيد المنال.
أحيي صاحب الفكرة على فكرته وأحييك على تطويرك لها واهتمامك بها ينقصك فقط أن تعلن عنها في صحيفة يومية أو قناة فضائية لعل الحال قد اختلف بعد هذه الثورة المباركة فتجد لها أذانا صاغية ومن يدري لعل الله قد أراد أن يجري هذا الخير على يديك.
أعانك الله على تنفيذ هذه الفكرة ووفقك لما فيه الخير لأمتنا ومصرنا.
ولك مني تحياتي

الاثنين، 4 أبريل 2011

م. محمد طارق: دعوة للعمل الجماعي الصادق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد المحترم / م. محمد حمدي غانم
تحية طيبة وبعد.
سرني وأثلج صدري ما رأيت في مدونتك الرائعة وجهدك الطيب وما أحسبه عزما منك صادقا على نفع الأمة ونصرتها بنقل العلم النافع من مصادره إلى لغتنا العربية التي هي أولى اللغات بحمل العلم ونقل المعرفة وأقدرها على ذلك لولا أن أهلها قد أهملوا خدمتها وأساءوا تقدير قوتها وأضاعوا مجدها ومجد الأمة معها. والحق أن ترجمة العلوم هي هاجس يشغلني منذ زمن بعيد ويقض مضجعي  وأنا بحمد الله أقرأ ما أشاء بالإنجليزية ولا أجد في ذلك عنتا ولكن يسوؤني أن كثيرا من أبناء الأمة يجدون بينهم وبين العلوم حائطا سميكا وجدارا صلبا هو اللغة الأجنبية وكثير منهم قد يملك من الطاقة ما يؤهله لاقتحام هذه العلوم والمعارف والإفادة منها بل والإضافة إليها لولا أنه لا يتقن اللغة التي كتبت بها. فلا ينبغي أن يجد طالب العلم الهم همين والجهد جهدين جهد اللغة ثم جهد تعلم العلم ذاته. ولقد رأيت كل الأمم المتقدمة تتعلم العلوم بلغتها وتترجم إليها كل جديد بجد ونشاط وإن قل عدد المتحدثين بتلك اللغات ولسنا أقل منهم بل نحن إن شاء الله أقوى وأجلد وأصبر وأحق بانتزاع الصدارة منهم إن نحن صبرنا وصابرنا على الأمر. والحكمة - كما تعلم سيدي الفاضل- ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. وآفة أمتنا - فيما أرى- هي النزعة الفردية والجهود المشتتة ونحن الذين علمنا رسولنا أن يد الله مع الجماعة. وقد رأيت أهل الشرق والغرب وهم والله أقل منا على مستوى الفرد يحوزون من العلم والنجاح والتقدم ما لا نحوز لأنهم يعملون فرقا وجماعات ولا يعملون أفرادا كما نعمل. فإن عقل الواحد منا خير من عقل الواحد منهم فإن عقول عشرة منهم لا شك وأنها ستتفوق على عقل واحد منا. فمن أجل ذلك تقدموا وارتقوا وسبقونا ومن أجل ذلك ضاع جهدنا وماتت مواهبنا وتخلفت منا أجيال تلو أجيال. سيدي الفاضل...هذه دعوة للعمل الجماعي الصادق الجاد لنصرة الوطن والدين والأمة بنقل العلوم إلى لغتنا وتعليمها الأجيال الصاعدة. وأهم ما فيها جمع الجهود وشد الأيدي على بعضها وتوحيد الصفوف وأن نجمع لهذه الحملة جمعا غفيرا من أهل العلم بشتى فرعه ومن أهل اللغة وأهل التدريس بالجامعات ممن ينصرون هذه القضية ويتبنونها وهم بالمناسبة كثير جدا وإن كانوا مفرقين مشتتين لا يجمعهم رابط يوحد جهودهم ويقويها ويدعمها.

محمد طارق
مهندس بمكتبة الإسكندرية متخصص في علوم الحاسب والبرمجة.
supermtf20@yahoo.com

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

حملة الترجمة العلمية

أنشأ م. نادر المنسى مدونة اسمها حملة الترجمة العلمية، وهذا هو عنوانها:
وهو يقول في صفحة التعريف بالمدونة:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه المدونة تجربة عملية و ثمرة أرجو من الله أن تكون طيبة للحملة التي بدأتها في منتدي الواحة  بهدف   ترجمة  العلوم
و هذه المدونة  خصصتها لترجمة بعض المناهج التي تخص تكنولوجيا المعلومات و اتصالات  و ذلك ضمن الحملة المباركة بإذن الله ” حملة ما مكني يه ربي خير ” لترجمة العلوم
و قد بدأت الحملة في منتدى الواحة العربية في سنة 2007 و قد كانت الفكرة من قبلها موجودة علي اثر قراءة   كتاب المهندس محمد حمدي غانم “فيجوال بيسك  دوت نت”
و ما أقوم بترجمته هي مواد فكرية حرة ليست لها علاقة بحقوق الملكية الفكرية و هي  مواد موجودة علي اﻹنترنت و ما أفعله هنا ليس بشيء كبير بل هي ترجمة  لصفحة أو صفحتين  فقط يوميا  لا تأخذ من وقتي سوي ساعة أو أكثر قليلا   ولهذا فأنا أدعو كل من له همة علي القراءة و الكتابة و الترجمة أن يقوم بعمل نفس الشيء  و أن يجعل نيته لله كي يؤجر عليها
 نادر المنسي


الأحد، 30 مايو 2010

سؤال متكرر: هل ستصنع الترجمة وحدها النهضة العلمية المطلوبة؟

س: لماذا تصور لنا أن الترجمة هي طريق النهضة العلمية؟.. هل ستوفر الترجمة المعامل والتمويل والأبحاث والتقنية الحديثة؟

ج: كلنا يعرف أن الترجمة وحدها لا تصنع التفوق التقني.. لكن الترجمة خطوة هامة جدا لردم الفجوة الحضارية، لأنها تعطي الشباب إحساسا بأهميته وقدرته على الإنجاز، وأنه ترك شيئا مفيدا لمن بعده.. إن الشعوب التي لديها مشاريع قومية عملاقة تتقدم، لأن شبابها يشتعلون حماسا وتتغير طرق تفكيرهم وسلوكهم.. كان الشباب في مصر يدخلون كلية الهندسية في الستينات بسبب مشروع السد العالي.. كل منهم كان يريد أن يكون جزءا ممن صنعوا هذا الصرح، ليشارك في المعركة بطريقة أخرى.. طريقة البناء.
الآن، لا توجد أية مشاريع قومية تجذب الشباب، ولا أحد يريد منهم شيئا سوى شرب البانجو والتحرش بالفتيات ومتابعة الموضات وأحدث طرز أجهزة المحمول والسيارات!
والنتيجة الطبيعية أن لدينا أجيالا من رجال الأعمال لا تريد حتى أن تفكر في شيء مفيد تفعله بنقودها.. أنا اشترى كل يوم لعب أطفال هي قطع من البلاستيك والتروس مستوردة من الصين، وأتساءل في دهشة: هل نحن عاجزون عن صناعة لعب أطفال بهذه التفاهة، مع أن مبيعاتها بالمليارات؟
لكن.. من الذي سيصنعها؟.. ولماذا؟
نحن شعوب استسهالية، لا تريد أن تتعب في شيء!
والأسهل أن تستورد من الصين وتأخذ عمولتك، وتنفق نقودك على راقصة (وفي رواية أخرى تقتلها) أو في منتجعات أوروبا، وتكون في أتم الرضا عن نفسك!
نفس هذا الكلام ينطبق على كل موظف وكل عامل وكل شاب يتعلم بصورة أو بأخرى.. المهم هو أن يمر وقت العمل، وأن نحصل على الدرجات والرواتب والترقيات، وأن نستهلك الحياة وكفى.
ولا يمكن بأي حال أن يقوم شعب مترهل الشعور والعقل بهذا الشكل بإنجاز أي شيء!
وما لم نحفز طاقات جيل جديد من هذا الشعب بطريقة عملية، فلن يتغير أي شيء إلا إلى الأسوأ.
التقدم لا يأتي للكسلاء.. لعل هذا يرد من يتهمني بأني أريد تحميل الطلبة مسئولية التغيير لأني لست طالبا.. طالما ظللنا بهذا الكسل وانتظار المعجزة وأن يتحمل آخرون عنا ما يمكن أن نقوم به، فلن نخرج من تحت سطح الأرض!

وهناك شق آخر للإجابة، حيث لا توجد أمة تتقدم بلغة لا تتكلمها، لأن من ينتظر العلم من غيره، يظل ينتظر التقنية منه، ونموذج الشخص صانع الحضارة، هو نموذج الشخص المعتز بنفسه وقوميته وبلده وتراثه ودينه، المليء بالتحدي والرغبة في إثبات الذات.. أما المستهلكون المستسهلون الواقعون في غرام العدو فلا يمكن أن ينتجوا شيئا!

ونظل نأمل أن يخرج لنا مشروع الترجمة نوعا آخر من القادة والمفكرين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات يغير الواقع الحالي، بفكر مستنير ومنهج علمي وتخطيط محكم وعمل جاد، ليطوروا التعليم والصناعة والبحث العلمي، ليتم استثمار ابتكارات واختراعات من سيقرؤون هذه الكتب المترجمة، فتنطلق النهضة التي طال انتظارها.
أخيرا: هذا مشروع واحد من ضمن مئات المشاريع التي يمكن تبنيها كل في مجاله وتخصصه.. ولا مانع من أن يدعو كل منكم إلى مشروع النهضة الذي يراه ممكن التنفيذ ويتوقع منه تغير واقعنا القبيح.

السبت، 15 مايو 2010

ندوة تعريب التعليم الهندسى: قضية ومسئولية

بسم اللَّه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته                 
يفرض الواقع المعاش على مهندسى وعلماء الأمة القيام بدورهم فى مسيرة التنمية. ولا يقف الأمر عند تحمل أعباء المهنة بل يتعداه إلى ضبط إيقاع كامل منظومة العمل بصورة تليق بمهنة الهندسة. فى هذا المسار يتحمل أساتذة الجامعة عامة والهندسة خاصة دوراً؛ لا عبءً؛ أكبر كطليعة للتغيير لدفع أمتنا إلى الأمام.
ومن آليات التنمية فى أى مجتمع نجد للتعليم الهندسى دوراً أساسياً ينعكس على منظومة التنمية المجتمعية ككل. وفى هذا السياق نجد للغة التعليم الهندسى دوراً مطلوباً، فاللغة القومية محور لا يمكن إنكاره فى استنهاض أى أمة للقيام بدورها الحضارى. ولا يمكننا فى هذا السياق إنكار دور تجانس مكونات مهنة الهندسة فى رفع معدلات التنمية المجتمعية ليس فقط فى قطاع الإنتاج، بل وفى المجتمع ككل.
 
ومن هذا المنطلق يسعدنا دعوتكم للمشاركة فى الندوة التى ستُعقد بالتعاون بين كلية الهندسة جامعة عين شمس والجمعية المصرية لتعريب العلوم بعنوان
ندوة تعريب التعليم الهندسى: قضية ومسئولية
يوم الأحد التاسع من جمادى الآخرة من العام الحادى والثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة
(الثالث والعشرين من شهر مايو عام ألفين وعشرة ميلادية)
الساعة العاشرة صباحاًً
 
بمدرج فلسطين بمبنى الإدارة بكلية الهندسة جامعة عين شمس بالعباسية بالقاهرة
 
ولسوف نسعد بمشاركتكم الإيجابية فى مسيرة تعريب التعليم الهندسى رفعاً لكفاءة التعليم الهندسى وكفاءة مهنة الهندسة. كما يسعدنا أن نرفق نشرة الندوة.
ولمزيد من المعلومات رجاء زيارة موقع الجمعية المصرية لتعريب العلوم
www.taareeb.info
 
مع خالص التحية والسلام
د. محمد يونس الحملاوى
أستاذ هندسة الحاسبات، كلية الهندسة، جامعة الأزهر
أمين الجمعية المصرية لتعريب العلوم
mhamalwy@hotmail.com
 

الثلاثاء، 20 أبريل 2010

دار الترجمة... مر من الزمن 7 أعوام وباقٍ من الزمن أجيال، بقلم نرمين حسين

سبعة أعوام كاملة مرت...
سبعة أعوام منذ إبريل 2003 عندما تجمعوا معا في الساحة العلمية بغية القيام بعمل قيم للإنسانية. وضعوا وقتها البذرة الأولى لدار الترجمة أثناء اجتماع (تنظيمي) عابر، وكانت مجرد فكرة جميلة كمثيلاتها من الأفكار الجميلة تظل حبيسة الأدراج بانتظار المبادرة والتفعيل.
وجاءت المبادرة بعد الفكرة ببضعة شهور عندما قررت إحداهن أن تُفَعل الفكرة وليكن ما يكون.
وبدأ الفريق من مبادرة ثم جذبت المبادرة ثلاث فتيات، وبدون أي سعي للفت النظر أو جلب المساعدة، بدأن بالنية الخالصة وكان الإنجاز الحقيقي والمؤثر هو كل ما يشغلهن. فبدأن بترجمة بعض المواضيع في الإعجاز العلمي وبالرغم من صعوبتها إلا أن التمرين والتحدي كان غاية في التشويق والإثارة.
ثم بدأ برنامج صناع الحياة وكان الفريق وقتها لا يزيد عن ست أو ثماني أعضاء وجاءت أولى الحلقات بإحصائية مخزية توضح سوء وضع العالم العربي من الترجمة والنشر، وسألن أنفسهن: لماذا هذه الإحصائية بالذات؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ وكان الرد واضحا ولا يحتاج لذكاء: لا شك أن هذا هو مراد الله منا!
وسار الفريق بسرعة الصاروخ وأصبح يكبر ويتضخم بعد رعاية الأستاذ/ عمرو خالد لفكرته الوليدة التي لم تكن لترى النور لولا الجمع الطيب في منتداه.
وخلال عام واحد فقط أصبح الفريق يحتوي على أكثر من 120 عضو في أربع لغات.
وزاد العدد في العام التالي إلى 250 عضو وزاد عدد اللغات إلى ستة لغات.
ثم جاء وقت القرار الحاسم! كم سيستمر فريق افتراضي مهما كانت نيته أو فكرته أو قوة عزمه؟ وكان لابد من إيجاد أرض حقيقية ليكتمل الحلم بسقف وجدران ما كنا لنحلم أن تضمنا يوما ما.
ثم جاءت الأرض وجاءت الجدران واتضحت الرؤيا وتأكدت النوايا: بالترجمة سنكسر حاجز اللغة بين الثقافات المختلفة بهدف تبادل العلوم والمعرفة النافعة والمفيدة.
لن نترك الدنيا إلا وقد غيرنا الأرقام المخجلة للترجمة والنشر في العالم العربي، بأيدينا وبأيدي غيرنا سنغيرها.
من إنجازات دار الترجمة لإثراء المحتوى العربي في عامي 2008 و2009:
1) ترجمة 5,250,000 كلمة (أي 21000 صفحة) من موقع ويكيبيديا برعاية شركة Google ضمن مبادرة واعدة لإثراء محتوى اللغة العربية على ويكيبيديا.
2) العالم الثاني - الإمبراطوريات وتأثيرها في النظام العالمي الجديد، باراج خانا
3) الوصايا السبع للاستثمار في البورصة - كيف تكون مستثمرا ناجحا، جين مارشال
4) كيف تحقق أعلى أداء للعاملين - 49 حقيقة لتحفيز الأداء، مارثا آي فيني
5) كيف تجني المال من وراء المعلومات - سياسات مربحة تناسب كل مستثمر للاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة (ETF)، تأليف توم ليدون وجون ف. واسيك
6) اقتناء الأعمال الفنية - دليل هواة جمع الأعمال الفنية المعاصرة، لويزا باك وجوديث جرير
7) الرئيس أوباما: الطريق إلى البيت الأبيض، آدي أغناطيوس
8) قطرات من ثقافة المروحة الصينية، تأليف جوو يو تشي
9) قصص من تاريخ الصين القديم - تعرف على تاريخ 5000 عام - نحو قراءة ميسرة للتاريخ الصيني، يين شه لين وجانغ جيان قوو
10) التطوير العقاري - المبادئ والعملية، مايك مايلز وجايل بيرينز ومارك إيبلي ومارك فيس
11) كتب الأحاديث التسعة (لأول مرة على الإنترنت ستبحث عن الحديث باللغة العربية لتجد في نفس المكان الترجمة بباقي اللغات الأجنبية)، مشروع واعد يهدف إلى الإعانة على نشر السيرة النبوية الصحيحة: http://www.hadithtranslations.com/

ومر الزمن الذي كانت فيه الترجمة وحدها هي الهدف، فقد تأكدنا من أهمية مشاركة الأجيال القادمة ليكتمل الطريق، فبجانب الترجمة وتبادل المعرفة المفيدة تهدف دار الترجمة أيضا إلى:
- الاهتمام بتربية الأطفال والنشء على القيم والأخلاق الصحيحة ليكونوا قادرين على حمل الرسالة.
- تزكية وتطوير وتنمية الذات.
- إخراج جيل واعد من المترجمين والمدققين أصحاب الرسالات.
- إقامة مجتمع صحي ومترابط يسعى إلى هدف واحد ويمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.
- خلق روح من المحبة قادرة على جذب الآخرين للانضمام إلى المنظومة والمشاركة في تحقيق الهدف.

تابعوا نشراتنا الدورية للتعرف على إنجازاتنا أول بأول:
والبقية تأتي بإذن الله! تقبل الله منا ومنكم خالص الدعاء.

الاثنين، 19 أبريل 2010

الترجمة أهم دعائم النهضة اليابانية

دعونا نتعرف على بعض أسباب النهضة اليابانية التي بدأت في مطلع القرن التاسع عشر، ودور الترجمة فيها، من خلال مقالين لدكتور محمد سعد أبو العزم.
لاحظوا أن اليابان بدأت نهضتها في مطلع القرن التاسع عشر موازية لنهضة محمد علي، ولم تحتل مثلنا بعد هذا، ولم تجهض نهضتها، بل كانت متقدمة بما يكفي لجعلها تهاجم أمريكا في الحرب العالمية الثانية.. هذا معناه أن نهضتها الحالية لم تبدأ في السبعينات، بل قبل هذا بقرن ونصف.. ودمار البنية التحتية في الحرب العالمية لم يوقف هذه النهضة، فقد ظلت اليابان تملك الإنسان الذي يبني النهضة.. الإنسان صاحب الهمة الذي يفني نفسه في العمل، الذي امتص علوم الغرب بسرعة مدهشة، وترجم ملايين الكتب بسبب اعتزازه بلغته وثقافته (ترجمت اليابان أكثر من 175 ألف كتاب في العام 1975 وحده).
أحببت أن أنوه إلى هذا، لأن الكثيرين يظنون اليوم أن أمريكا هي التي بنت اليابان الحديثة التي نراها اليوم، بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وأننا لو فعلنا المثل وارتمينا في أحضان أمريكا فسنصير دولة متقدمة كاليابان، ومن أقصر السبل!!.. لعل المقالين التاليين يوضحان لمن يظن هذا كم هو واهم:

تعالوا نستحضر روح ميجي: بقلم د.محمد سعد أبو العزم
هل شاهدت برنامج خواطر "أحمد الشقيري"، وهو أحد الدعاة الجدد الذي قدم برنامجه في رمضان الماضي من اليابان؟ حينها انتقلنا جميعًا إلى عالم آخر من الحضارة والقيم المثالية، وقلب علينا الكثير من المواجع حين قارن بين ما رآه هناك وبين أحوالنا في الوطن العربي.
إن لم تكن قد شاهدت البرنامج فأنا أنصحك بالبحث عنه من الآن، أما إن كنت قد تابعته وأبديت انبهارًا بتلك الحضارة الرائعة، فدعني أنقل إليك الصدمة التالية من خلال ما كتبته هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية حينما اعتبرت أن بلادهم حاليًا تعيش أسوأ أيامها، وأن اليابان المعاصرة تقف عاجزة عن استشراف مستقبلها بوضوح‏،‏ وهي مثقلة بالعديد من المشكلات‏ مثل: قلة المواليد، ارتفاع متوسط الأعمار، قلة القوى العاملة، انخفاض القدرة التنافسية، وانهيار دور المدارس‏.
يجب أن نعترف بأن اليابانيين ليسوا من هواة جلد الذات، ولكنهم يحرصون في نفس الوقت على المراجعة المستمرة والمقارنة مع ما وصلت إليه الأمم الأخرى، وفي نفس الوقت فهم ينظرون إلى وضعهم الحالي في العالم مقارنة بوضعهم في الماضي، وإذا كان الكثير منا يظن أن اليابان قد استطاعت أن تنهض وتحقق معجزتها المعاصرة بعد الحرب العالمية الثانية، فدعني أنقل إليك المفاجأة التالية عندما تعرف بأن اليابان كانت قد وصلت إلى ذروة نهضتها  قبل ذلك بفترة، ولذلك فإن السبب الرئيس وراء قدرتها على العودة سريعًا بعد الدمار الشامل الذي تعرضت له في نهاية الحرب العالمية الثانية، هو وجود أسس النهضة ومقوماتها في عصر البناء الحقيقي، الذي يعود إلى الفترة من عام 1852 وحتى العام 1912، وهي الفترة المسماة بعصر "ميجي" نسبة إلى الإمبراطور الذي حكم البلاد في تلك الفترة.
"ميجي" كلمة لها وقع خاص في قلوب اليابانيين، فعندما يسمعها الياباني تتداعى إلى ذاكرته مخيلات شتى، فقد كانت فترة حافلة بالحراك السياسي والاجتماعي، غنية بالتجارب الإنسانية‏،‏ ومزدحمة بالتيارات الثقافية القادمة من الخارج‏، هذه الحقبة تعتبر هي نقطة انطلاق اليابان لتتبوأ مركز الريادة في آسيا القرن التاسع عشر. يهمنا اليوم أكثر من أي وقت آخر أن نتعلم من تلك الفترة التي استقبلت مرحلة التغيير مثلما نحن فيه الآن، استطاعت أن تنجز الكثير من الإصلاحات الواحد تلو الآخر، وبالتالي فهي مهمة للغاية لنا حتى نسير على نفس الطريق إن نحن عرفنا الخطوات التي تم فيها إنجاز هذا التقدم السريع في فترة وجيزة، يهمنا في العالم العربي أن نقف أولاً على مقومات النهضة اليابانية‏، ونتعرف علي الوسائل والطرق التي استطاع بها اليابانيون بناء دولتهم والمضي قدمًا في طريق التحديث دون أن يفقدوا هويتهم الثقافية‏،‏ بل إنهم استفادوا من تراثهم الثقافي الذي أدخلوا إليه العديد مما أنتجته الحضارة الغربية، ولكن بطرق وأساليب تناسب مجتمعهم‏، وتحقق لهم ما كانوا يرمون إليه من طموحات كانوا يضعونها في مشروعهم لبناء يابان غنية اقتصاديًا‏ وعسكريًا‏‏.‏
قد يكون من الطبيعي أن يحاول البعض المقارنة بين اليابان وبين بعض محاولات التحديث التي تشهدها بلادنا، لكن الموضوعية والحياد العلمي يلزمنا أن نقف على حقيقة التجربة اليابانية بكل جوانبها أولاً، ثم ننظر فيما لدينا من تجارب قد تتشابه في قليل منها مع ما قام به اليابانيون، ربما كان ذلك التشابه في طريقة الالتقاء بالغرب، أو في الإطار الخارجي للتعامل معه، أما في التفاصيل وما يختص طريقة التفاعل مع الآخر، وما أخذوا منه وما لم يأخذوا، وما فعلوا بما أخذوا، وكيف استمروا بعد ذلك ؟ فقد تم ذلك كله بمشاركة واعية من فئات الشعب المختلفة، وفي إطار من التوجه العام الذي قاده المفكرون وقادة الرأي الذين شاركوا بأنفسهم في صنع القرار، وعلى الجانب الآخر توجد لدينا تجارب لم يكتب لها الاستمرار.. ربما لأنها قد حرمت من كل تلك المقومات، أو أنها ترتبط بفترة لا توجد فيها مثل تلك المشاركة التي قامت بها فئات الشعب الياباني، ولذلك سرعان ما انتهت طموحاتها عند أول اصطدام لها بالمصالح الغربية، ولم تستطع إعادة بناء نفسها من الداخل، لأن الداخل لم يكن هو الهدف منذ البداية، ولم يكن ينظر إليه على أنه الأساس الحقيقي للنهضة في بلادنا.
إن ما يجعل يابان "ميجي" فريدة في تاريخ العالم هو محاولة بناء المجتمع الحديث والنظم الحديثة على أسس يابانية تقليدية، ومنذ ذلك العصر حاولت عدة دول نامية أن تفعل مثلما فعلته يابان ميجي ولكنها لم تستطع، لك أن تتخيل أن في الهند اليوم من يجعلون من الإنجليزية لغتهم الأولى، ويبلغ عددهم أكثر من 200 مليون شخص؛ هؤلاء جميعا انفصلوا تماما عن المجتمع الهندي التقليدي ويعيشون داخل مجتمع الاقتصاد الحديث.
شكرًا لصديقي العزيز "أيمن محمود" الذي لفت نظري إلى كتاب "ميجي" الثمين الصادر عن دار الشروق، والذي قام بجهد وافر في ترجمته الدكتور "عصام رياض" ليقدم لنا نموذجًا للتغيير الذي ننشده، حيث سنبحر في المقالات القادمة في عصر "ميجي"  لنعرف ما كان لدى اليابان من استعدادات ومقدمات انتهت بها للنجاح في تجربة التحديث‏، سنتعرف على تلك الظروف التي هيأت اليابانيين ودفعتهم للانطلاق بسرعة كبيرة‏ ليحققوا في ‏60‏ عامًا ما قد يستغرق من أمم أخرى قرونًا لتحقيقه.
دعونا نفهم سويًا كيف حدث ذلك التغيير في اليابان بالجمع بين القديم والجديد‏‏، بطريقة تجمع بين الاهتمام بالتعليم، وتفعيل العنصر البشري، واستقلالية الثقافة، ودراسة خصائص هؤلاء الناس الذين جعلوا التغيير ممكنا بعد إدراك الواقع وترتيب الأولويات.

روح ميجي حضرت، بقلم د.محمد سعد أبو العزم
عند التأمل في قصة حضارة اليابان، نجد أنها ارتكزت بالأساس على ثلاثة دعائم وهي: الحفاظ على التقاليد والتعليم والترجمة، ففي البدايات الأولى ظهرت العديد من الآراء والأفكار للتعامل مع الحضارة الغربية، فتبلور تيار يدعو إلى إتباع النمط الغربي بشكل كامل، على اعتبار أنه يمثل منتهى النجاح والتقدم، وفي مقابل ذلك ظهر من يدعو إلى مقاطعة كل ما هو غربي ويريد المضي قدمًا بالتقاليد اليابانية الخالصة وفقط، وما بين الاثنين ظهر المنهج الذي اختارته اليابان في ذلك العصر والذي يدعو إلى الانتقاء والاختيار من الغرب، ليظهر شعار تلك المرحلة روح يابانية وتقنية غربية، حيث قدمت اليابان طريقة مختلفة عن الدول الأخرى التي وقعت تحت الاحتلال في أنها حاولت أن تتعلم من الغرب بشكل إيجابي، لم يكن ذلك في مجرد استعارة منتجات الحضارة الغربية واستعمالها، بل في استيعابها وهضمها، ثم إعادة طرحها وقد اكتسبت خصوصيتها الثقافية، وتلك الطريقة كانت هي العامل الرئيس الذي جعل اليابان تحقق في عصر ميجي تغييرًا سريعًا وتتحول إلى دولة حديثة تقف في مصاف الدول الغربية الكبرى. كان الاهتمام الشديد بالتعليم كأساس للتحديث ميزة أخرى من مميزات عصر ميجي فقد وضع الجميع مستقبل بلادهم في تعليم أولادهم، وحرصوا على تحويل هذا الشعار إلى حقيقة واقعة، كانت المدارس تمثل نقطة مركزية للمنطقة التي تقع فيها، فجعلت منها قوات الإطفاء وفرق الدفاع المدني مقرًا رئيسًا لها، كانت كل الأنشطة المجتمعية تنطلق وتتحرك من المدرسة، ويمكن القول إن ما يعرف اليوم بوحدات الحكم المحلي كانت تجتمع في المدرسة وتتمركز حولها، لدرجة أنه كان ولا يزال بكل مدرسة حجرات خاصة تسمى صالون التواصل، وهي مخصصة للأنشطة المجتمعية وتقوية العلاقات مع المنطقة المحيطة بالمدرسة، يركز النظام الياباني للتعليم على تنمية الشعور بالجماعة والمسؤولية لدى الطلاب تجاه المجتمع، بادئًًا بالبيئة المدرسية المحيطة بهم، وأول ما يُدهش زائر المدرسة اليابانية، وجود أحذية رياضية خفيفة عند مدخل المبنى المدرسي مرتبة في أرفف تحمل اسم صاحبها، حيث يجب أن يخلع التلاميذ أحذيتهم العادية لارتداء هذه الأحذية النظيفة داخل مبنى المدرسة، ومن الشائع في المدارس اليابانية أيضًا أن يقوم التلميذ عند نهاية اليوم الدراسي بتنظيف القاعات الدراسية وغسل دورات المياه وجمع القمامة، وكثيرًا ما ينضم إليهم المدرسون لتنظيف الحدائق العامة والشواطئ في العطلة الصيفية، حيث لا توجد شخصية «الحارس» أو «الفراش» في المدارس اليابانية، وإذا كانت الإحصائيات تشير إلى أن اليابان قد أسرفت في استثماراتها في التعليم بالنسبة لنصيب الفرد من الدخل القومي، فإن سرعة التنمية الاقتصادية ووصول اليابان إلى مستوى اقتصادي وتكنولوجي كبير يؤكد وجود علاقة قوية بين القوى العاملة المتعلمة والنمو الاقتصادي.
المحور الثالث والهام في بناء الحضارة اليابانية هو الترجمة.. وهي الأداة التي استطاع اليابانيون استخدامها بفاعلية وبخصوصية شديدة جعلت من الممكن وبشكل عملي بناء الأشياء الجديدة على أشياء قديمة، وهي طريقة يابانية خالصة لم نرها في أي بلد أخر، فبينما كانت الهند ودول جنوب شرق آسيا التي وقعت تحت الاستعمار لا تجد أمامها إلا أن تطبق التعليم باللغة الانجليزية أو الفرنسية حتى تستطيع تحديث بلادها (تمامًا كما يتعلم أبناؤنا في الجامعات الآن كل المعارف باللغة الانجليزية ولنفس الأسباب)، نجد أن دخول العلوم الغربية إلى اليابان يتم بلغتهم، فلم يستسهل اليابانيون تقديم الحديث من المعارف باللغات الأجنبية، وإنما تم بذل مجهود خرافي لترجمة جميع أنواع العلوم وأحدثها إلى اللغة اليابانية، ومن أجل الحفاظ على الخصوصية الثقافية استحدثت العديد من الكلمات المترجمة وصيغت باللغة اليابانية لتحل محل الكلمات الأجنبية، فكان المترجمون يقومون بعملهم في استماتة شديدة إلى حد الجنون، وعلى سبيل المثال فقد صدرت الأوامر بترجمة القانون المدني الفرنسي من مجموعة قوانين نابليون، وبالرغم من عدم إلمام المترجمين باللغة الفرنسية وإلمامهم بالهولندية والانجليزية فقط، فإن المهمة كان يتم تحديدها باليوم والشهر الذي يجب أن تتم فيه الترجمة كاملة، وتكون النتيجة هي مواصلة الليل بالنهار من خلال استخدام معاجم فرنسية وهولندية، وهكذا قاموا بإنجاز مشروع كبير للترجمة الشاملة التي أصبحت هي الأساس في إدارة دواوين الحكومة والمدارس والحياة الاجتماعية.
إن الحرص على لغتنا والتمسك بها والحفاظ على استقلالية الثقافة، لا يؤدي مطلقًا إلى الانعزال، كما أن الحفاظ على ثقافة بلادنا لا يعني بالضرورة مقاطعة الثقافات الأجنبية، بل إن فهم الثقافة القومية حق فهمها يؤدي إلى فهم الثقافات الأخرى، ويبقى في النهاية أهم درس يمكن أن يعطيه عصر ميجي لواقعنا العربي.. فقد استطاع النظام الحاكم باليابان في ذلك الحين أن يوجه الطاقات المختلفة للبشر ويجمعها في اتجاه واحد، ونجح في أن يظهر وعي المجتمع تجاه هدف محدد يسعى الجميع نحو تحقيقه.
صدقوني.. إن سلوك طريق النجاح ممكن، ومعرفة أسرار النهضة ليست بالأمر المستحيل، ولكن ما نحتاجه أن نتعلم من دروس الآخرين لنبدأ من حيث انتهوا، وقبل ذلك وبعده لا بد أن تتوفر لدينا الإرادة الصادقة للتغيير، فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

الأربعاء، 7 أبريل 2010

العربية وتحديات تعريب العلوم، بقلم د. مسعود عمشوش

تعد اللغة من أهم مرتكزات بنيان الأمة. إذ إنها وعاء الفكر والعلم والثقافة، وأداة التعبير والتواصل بين الناس. واليوم لاتعطي أية دولة جنسيتها لأي شخص لايتقن لغتها.
والعربية، لغة القرآن، هويتنا. ولايختلف اثنان في أنها لغة بيان ولغة علم. فهي قد حفظت للأوروبيين جزءا كبيرا من تراثهم القديم، ومنها أخذوا كما هائلا من المعارف والعلوم التي ساعدتهم على النهضة.
ومن المعلوم أن الدول الاستعمارية بذلت جهودا لفرض لغاتها وجعلها لغة التعليم والعلم في بقاع كثيرة من الوطن العربي. واليوم، رغم زوال الاستعمار-المباشر على الأقل- لاتزال اللغة العربية مستبعدة من تدريس العلوم في كثير من الجامعات العربية، رغم النداءات الصادرة عن المجامع اللغوية والجامعة العربية ونداءات العلماء العرب الداعية إلى اعتماد اللغة العربية في التدريس في مختلف المجالات. ومن المؤسف حقا أن نسمع عددا من الأصوات العربية التي تصر على رفض تبني تدريس العلوم بلغتنا القومية، كما تفعل الأمم والدول الأخرى، حتى الصغيرة منها مثل فنلندة والنرويج والسويد.
ومن المؤكد أن تعليم العلوم بلغة أجنبية لايساعد أبدا على خلق علماء وباحثين متميزين. وهناك أبحاث تبين أن استيعاب القارئ لنص مكتوب بلغته الأم يزيد على مستوى استيعابه للنص نفسه بأي لغة أجنبية، بما في ذلك الإنجليزية. وتشير تلك الأبحاث إلى أن سرعة القراءة باللغة الأم تزيد على سرعة القراءة باللغة الأجنبية بنسبة 43%.
وهذا يعني أن تعليم العلوم باللغة الأجنبية ينطوي على إهدار للجهد والوقت وضعف في الاستيعاب، ولهذا السبب نلاحظ أن أساتذة كليات العلوم والطب، التي لاتزال تدرس باللغة الإنجليزية، يشرحون المواد باللغة الأم توفيرا للوقت!.
والدعوة إلى التدريس باللغة العربية لاتعني أبدا إهمال اللغات الأجنبية. بل العكس هو الصحيح. فبواسطة تعلمنا للغات الأجنبية يمكننا الاطلاع على ثقافة الآخر وإبداعاته واختراعاته في المجالات العلمية وغيرها. وأي تفكير جاد للمضي قدماً في مسيرة تعريب تعليم العلوم في الوطن العربي وحمايتها من الانتكاسات التي تتعرض لها بعض التجارب لن يتأتى– في اعتقادنا- إلاّ من خلال إيجاد آليات فعالة لنقل الكم الهائل من المعارف والمعلومات الجديدة التي تظهر يومياً في مختلف اللغات الأجنبية وفي مختلف المجالات العلمية إلى اللغة العربية، وهو الأمر الذي يمكن أن يطمئن الباحث والأستاذ والطالب على مواكبتهم للمستجدات التي تطرأ يومياً على تخصصاتهم في حال اعتمادهم اللغة العربية في التعليم والبحث العلمي. وهذا لن يتأتى إلا من خلال الرفع من مستوى تعليم اللغات الأجنبية، بهدف خلق أكبر عدد ممكن من المترجمين والاهتمام بهم وتحفيزهم معنويا وماديا. ويمكن أن نذكر هنا أن النهضة التي شهدتها الحضارة العربية في القرون الهجرية الخمسة الأولى تزامنت مع اهتمام كبير بحركة الترجمة والنقل من اللغات الأخرى.
وبالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية والمترجمين، ينبغي لنا اليوم أن نولي عناية بالترجمة الآلية. فقد بات من المسلّم به أنّ المترجمين العرب، مهما ارتفع عددهم، لن يتمكنّوا من نقل الكم الهائل من المعارف والمعلومات الجديدة إلى اللغة العربية من دون اللجوء إلى نظم الترجمة الآلية التي لاتزال- في ما يخص اللغة العربية- تواجه كثيرا من المصاعب، وذلك بسبب تأخرنا في الإسهام في البحث الجاد في العلوم الحديثة التي تدخل في إطار المعالجة الآلية للغات الطبيعية.
ولا شك أن كثيرا من معضلات الترجمة بشكل عام ستذلل إذا ما تضافرت جهود أكبر عدد من علماء اللغة والحاسوب والترجمة، وذلك من خلال الشروع في تبني مناهج حديثة لتعليم اللغة العربية، تركز على رفد الطالب بلغة مضبوطة في المستويات الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية، وتدريبه في الوقت نفسه على تقنيات ومهارات اللغة العربية الوظيفية التي يحتاج إليها في حياته اليومية والمهنية، وكذلك على وضع المعاجم الحديثة التي لا غنى عنها في مختلف أنواع الترجمة والتعريب.

الخميس، 1 أبريل 2010

سؤال متكرر: هل من الأمانة العلمية تعريب المصطلحات الأجنبية؟

س: هل من حقنا تغيير أسماء بعض المخترعات أو الاكتشافات التي اختارها لها مخترعوها؟

ج: تعريب المصطلحات لا علاقة له بالأمانة العلمية من قريب أو بعيد.. فالأمانة العلمية تتعلق بنسبة الاختراع إلى صاحبه.. أما مسميات الأشياء فهي تعود إلى ذائقة كل لغة، واعتزاز كل شعب بثقافته الخاصة.. لهذا يمكننا أن نقول إن تعريب لمصطلحات هو من باب "الأمانة اللغوية أو الأمانة الثقافية"
صحيح أن بعض المصطلحات العلمية نقلت كما هي أو بقليل من التحريف من العربية إلى الإنجليزية (كالجبر Algebra مثلا)، ومن الإنجليزية إلى العربية (كالاستراتيجية مثلا)، لكن هذا لا ينفي حدوث تغريب وتعريب لعديد من المصطلحات الأخرى (البوصلة مثلا وهي اختراع عربي تسمى في الإنجليزية Compass، و Car مثلا ترجمناها سيارة).. إلخ.
المسألة إذن تتعلق بسرعة استيعاب المصطلحات الجديدة وبراعة نحتها في اللغة.. ومشكلتنا الحالية أن لغتنا متدهورة ككل شيء في حياتنا، لدرجة أننا عجزنا عن استخراج المصطلحات المناسبة من لغة ثرية كاللغة العربية تحتوي على أكثر من 10 آلاف جذر، وأكثر من 2.5 مليون كلمة!.. والسبب في هذا أننا نجهل هذه اللغة، التي ضيعتها العاميات ونظام التعليم الفاشل.. ناهيكم عن ضعف التواصل بين الدارسين للعلم والدارسين للغة.