هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الأحد، 30 مايو 2010

سؤال متكرر: هل ستصنع الترجمة وحدها النهضة العلمية المطلوبة؟

س: لماذا تصور لنا أن الترجمة هي طريق النهضة العلمية؟.. هل ستوفر الترجمة المعامل والتمويل والأبحاث والتقنية الحديثة؟

ج: كلنا يعرف أن الترجمة وحدها لا تصنع التفوق التقني.. لكن الترجمة خطوة هامة جدا لردم الفجوة الحضارية، لأنها تعطي الشباب إحساسا بأهميته وقدرته على الإنجاز، وأنه ترك شيئا مفيدا لمن بعده.. إن الشعوب التي لديها مشاريع قومية عملاقة تتقدم، لأن شبابها يشتعلون حماسا وتتغير طرق تفكيرهم وسلوكهم.. كان الشباب في مصر يدخلون كلية الهندسية في الستينات بسبب مشروع السد العالي.. كل منهم كان يريد أن يكون جزءا ممن صنعوا هذا الصرح، ليشارك في المعركة بطريقة أخرى.. طريقة البناء.
الآن، لا توجد أية مشاريع قومية تجذب الشباب، ولا أحد يريد منهم شيئا سوى شرب البانجو والتحرش بالفتيات ومتابعة الموضات وأحدث طرز أجهزة المحمول والسيارات!
والنتيجة الطبيعية أن لدينا أجيالا من رجال الأعمال لا تريد حتى أن تفكر في شيء مفيد تفعله بنقودها.. أنا اشترى كل يوم لعب أطفال هي قطع من البلاستيك والتروس مستوردة من الصين، وأتساءل في دهشة: هل نحن عاجزون عن صناعة لعب أطفال بهذه التفاهة، مع أن مبيعاتها بالمليارات؟
لكن.. من الذي سيصنعها؟.. ولماذا؟
نحن شعوب استسهالية، لا تريد أن تتعب في شيء!
والأسهل أن تستورد من الصين وتأخذ عمولتك، وتنفق نقودك على راقصة (وفي رواية أخرى تقتلها) أو في منتجعات أوروبا، وتكون في أتم الرضا عن نفسك!
نفس هذا الكلام ينطبق على كل موظف وكل عامل وكل شاب يتعلم بصورة أو بأخرى.. المهم هو أن يمر وقت العمل، وأن نحصل على الدرجات والرواتب والترقيات، وأن نستهلك الحياة وكفى.
ولا يمكن بأي حال أن يقوم شعب مترهل الشعور والعقل بهذا الشكل بإنجاز أي شيء!
وما لم نحفز طاقات جيل جديد من هذا الشعب بطريقة عملية، فلن يتغير أي شيء إلا إلى الأسوأ.
التقدم لا يأتي للكسلاء.. لعل هذا يرد من يتهمني بأني أريد تحميل الطلبة مسئولية التغيير لأني لست طالبا.. طالما ظللنا بهذا الكسل وانتظار المعجزة وأن يتحمل آخرون عنا ما يمكن أن نقوم به، فلن نخرج من تحت سطح الأرض!

وهناك شق آخر للإجابة، حيث لا توجد أمة تتقدم بلغة لا تتكلمها، لأن من ينتظر العلم من غيره، يظل ينتظر التقنية منه، ونموذج الشخص صانع الحضارة، هو نموذج الشخص المعتز بنفسه وقوميته وبلده وتراثه ودينه، المليء بالتحدي والرغبة في إثبات الذات.. أما المستهلكون المستسهلون الواقعون في غرام العدو فلا يمكن أن ينتجوا شيئا!

ونظل نأمل أن يخرج لنا مشروع الترجمة نوعا آخر من القادة والمفكرين ورجال الأعمال وأساتذة الجامعات يغير الواقع الحالي، بفكر مستنير ومنهج علمي وتخطيط محكم وعمل جاد، ليطوروا التعليم والصناعة والبحث العلمي، ليتم استثمار ابتكارات واختراعات من سيقرؤون هذه الكتب المترجمة، فتنطلق النهضة التي طال انتظارها.
أخيرا: هذا مشروع واحد من ضمن مئات المشاريع التي يمكن تبنيها كل في مجاله وتخصصه.. ولا مانع من أن يدعو كل منكم إلى مشروع النهضة الذي يراه ممكن التنفيذ ويتوقع منه تغير واقعنا القبيح.

هناك تعليقان (2):

  1. يا سيدي هل الشباب و الكهول العرب يقرؤون اصلا حتى نضيع جهدنا في ترجمة العلوم لهم ؟ للاسف امتنا لا تقرا وهذا ما لا يشجع الكثير من المثقفين والمتخصصين على ترجمة الكتب الاجنبية.
    الجيل الجديد من الشباب يتقنون اللغات الاجنبية اكثر مما يتقنون العربية لذلك لن تجد هذه الكتب المترجمة من يقرؤها مع كامل الاسف.
    والله لو علمت ان شبابنا يرغبون في مثل هذه الكتب المترجمة لتفرغت وافنيت بقية عمري في ترجمة عدد كبير من الكتب العلمية التي قراتها . لكني اعرف ان سوق القراءة في الامة العربية كاسد مع كامل الاسف.

    ردحذف
  2. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
    أخي عثمان أقدر موقفك و الحقيقة أننا أضعنا القراءة , لكن و القراءة لم تضع منا هكذا فقط من دون سبب ؟ و انما السبب يعود الى عدم توفر مصادر تستحق منا القراءة , فأنا هنا لا أتكلم عن ترجمة الروايات الساقطة و كم هي مترجمة للأسف الشديدة ؟

    رجاءا أخي قل لي ما فائدة أن أقرأ روايات أجاثا كريستي ؟ و التي كل رواية منها تحوي 180 صفحة فما فوق , الحمد لله أن لدينا شعرنا العربي لأستريح من تفاهة روايات تلك السيدة .

    - اخواني لدي بعض التساؤلات :
    حقيقة أن لدينا كتب عربية علمية و لكن للأسف الشديد لا تقرأ , مثلا مكتبة النيل والفرات تحوي العديد من كتب البرمجة و أنظمة التشغيل و الى غير ذلك من الكتب المفيدة , و هذا ما يجعلنا نطرح سؤالا على أنفسنا : لما لا يشتري القارئ العربي كتبنا العلمية ؟

    - على هذا السؤال أجيب كالتالي :
    - أولا : بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن العربي ,
    - ثانيا : و ان توفرت القدرة الشرائية , يبقى المشكل أمام القارئ العربي في كيفية اقتناء الكتاب , و له عدة أسباب و من عدم تناسج أنظمتنا البنكية بحيث يجعل من عملية الدفع عملية سهلة , أو على الأفل توفير بطاقات الائتمان الالكترونية , و هذا ما لا نجده لدى غالبية الموطنين العرب .
    - ثالثا : ما دام كل العوامل السلبقة الذكر موجودة و لا يمكننا انكارها , فمن البديهي جدا ألا يعتاد المواطن العربي على القراءة .
    - رابعا : السبب الرئيسي الذي أعتبره خطيرا جدا , و مع ذلك لا نزال نرى كتابنا و مؤلفينا يعتمدون على مفهوم حقوق الملكية الفكرية للكتاب , و ذالك هو الطامة الكبرى , لأنه كما تعلمون أصبحنا في عصر المعلومات الذي تحول في كل شيء الى ما يسمى بمفهوم المصادر المفتوحة , لدرجة أن أنصبحت أعمال عظيمة و ثمرة جهود مضنية تقدم تحت رخص حرة و أحيانا كثيرة مفتوحة المصدر , و من بين هذه الجهود العظيمة أذكر : موقع ويكيبيديا , و موقع المعرفة العربي .. و بالاضافة الى ذلك توجد أعمال أكبر على سبيل المثال على مستوى أنظمة التشغيل , مثل نظام جنو/لينكس , و الخ .
    لدا نصيحتي الى الكتاب العرب أن يسارعو باحتضان هذه المفاهيم الجديدة , قبل أن تصيع لغتنا فنضيع معها .

    و لتذكير دور النشر العربية بانقاد أنفسهم من سبات عصر الثورة الصناعية , أذكرهم أننا اليوم في عصر البيانات , و كل من يملك بيانات و معلومات أكثر حتما سيكون المستقبل في يديه ؟

    لدا ليس من المستغرب أن نجد مكتبات لها مكانة كبيرة في العالم مثل : مكتبة أورلي و غيرها تقوم بنفسها بنسخ بعض كتبها التي يكون قد مرت عليها مدة سنة واحدة فقط , و تحميلها الى شبكة الأنترنث لكي يتمكن العالم كله من تحميلها جاهزة دون عناء و مجانا , و ذلك يعني الكثير لمن كانوا عقلاء ...

    ردحذف