هذه المدونة مخصصة لمناقشة مشروع الترجمة الجامعية، المفصل في هذا الموضوع:

مشروع الترجمة الجامعية: فكرة عبقرية لردم الفجوة الحضارية

ومناقشة كل إيجابياته وسلبياته، ونشر الاقتراحات الجديدة والتعديلات المستحدثة عليه، ومتابعة آخر تطورات المشروع وردود الفعل حوله.. لهذا أرجو منكم التفاعل والمشاركة بحماس في نشر هذا المشروع والسعي إلى تحويله إلى حقيقة.. ويسعدني تلقي اقتراحاتكم على البريد: msvbnet@hotmail.com.. ولا تنسوا المشاركة في استطلاع الرأي الموجود أعلى الصفحة الرئيسية.


الخميس، 18 فبراير 2010

سؤال متكرر: أليست عملية الترجمة بطيئة، مما يجعلها تعجز عن متابعة حركة التأليف العلمي في الخارج؟

س: بينما يترجم الطالب مرجعا واحدا في أربع أو خمس سنوات، ستكون هناك آلاف المراجع الجديدة قد كتبت في الغرب، خاصة أن العلم اليوم يتضاعف كل عامين تقريبا.. أليس الأسهل والأسرع أن نقرأ العلم بالإنجليزية؟

ج: نحن لا نتكلم هنا عن عمل فردي، يؤديه أفراد متفرقون وينتجون لنا بضعة كتب.. نحن نتكلم عن عمل مؤسسي، تشارك فيه أضخم مؤسسة في بلادنا، تستهلك نقودنا ولا تعود علينا بأي نفع، وهي مؤسسة التعليم.. وفي مصر وحدها أكثر من 16 مليون طالب في التعليم ما قبل الجامعي، ويتخرج من التعليم العالي وفوق المتوسط 600 ألف طالب كل عام.. ولو افترضنا أن 50 ألفا فقط من هؤلاء سيعملون في مشروع الترجمة أثناء دراستهم، فهذا معناه أننا سنحصل سنويا على 50 ألف مرجع مترجم (وإن كنا سننتظر أربع أو خمس سنوات في البداية إلى أن يبدأ هذا الإنتاج السنوي).. طبعا هذه أرقام خارقة، وهي كفيلة بترجمة نصف مليون مرجع علمي في 15 سنة فحسب!
وهذا معناه أن مصر وحدها قادرة على ردم الفجوة الحضارية!!
فإذا أدخلنا معنا باقي العرب، فسيتضاعف هذا الرقم 4 مرات (لأن سكان مصر تقريبا ربع سكان العالم العربي).. وهذا معناه أننا سنحصل سنويا على 200 ألف مرجع مترجم، وفي 15 عاما فقط نكون ترجمنا 2 مليون مرجع علمي!
هذا إضافة إلى أننا سنحصل على خريجين أقوى علميا، ومستواهم في اللغة الإنجليزية أعمق بسبب خبرة الترجمة، وسيكونون قادرين على مواصلة قراءة المراجع الأجنبية، وهو ما لا يفعله أحد الآن أصلا.. نحن نتكلم كأننا أمة تقرأ وتتابع العلم، وهذا غير حقيقي رغم دراستنا باللغة الإنجليزية وغزارة حملة الشهادات العلمية!!.. لكن الحقيقة أن من يواصلون المسار العلمي فعليا هم عباقرتنا المهاجرون إلى الغرب فلا توجد جدوى من بقائهم هنا في وسط غير علمي وغير تقني، ومن النادر أن يظل أحد هنا ويواصل القراءة العلمية، فبعد التخرج يكتفي كل خريجينا بمسارهم العملي، ولا يقرأون إلا ما يتعلق به فحسب وتحت الإكراه، وأنا أؤكد لكم أنهم ينسون كل ما درسوه أصلا!
لكن في حال تفعيل مشروع الترجمة، من المؤكد أننا سنحصل على نسبة أكبر ممن سيتخصصون في الترجمة العلمية بعد قراءتهم، أو سيواصلونها كهواية أو تطوع بعد التخرج.
واليابان أمة ضربت المثل في سرعة الترجمة ومواكبتها لكل جديد، وهم متقدمون عنا بمراحل إنتاجا وابتكارا وحصولا على براءات الاختراع والجوائز العلمية، ويستطيع أطفالهم ومراهقوهم القراءة في كل مجالات العلم في أي سن دون وجود حاجز اللغة الأجنبية!
أخيرا: المفروض أن يكون مشروع الترجمة الجامعية بداية الطريق وليس منتهاه، وتأثيره على شخصيات المتعلمين، يتوقع له أن ينعش حركة بحث علمي عربية وحركة تأليف علمي عربية.. هذا معناه أننا لا نترجم لنظل نترجم، وإنما نحن نشعل الفتيل لإتاحة العلم بلغتنا، لنعتاد على قراءته وكتابته بها، ليسهل على من أراد الإضافة إلى العلم بالعربية، في أي سن ومهما كانت دراسته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق